تونس في 8 مارس 2021
تذكر أصوات نساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بالفجوة التي تشهدها البلاد التونسية اليوم بين ما حققته من مكتسبات تشريعية و دستورية في مجال مشاركة النساء في الحياة العامة والسياسية، ونذكر بالأساس الفصل 46 من دستور جانفي 2014، وبين الواقع حيث تراجعت نسبة هذه المشاركة خاصةً خلال هذه السنة.
فمن خلال تقرير أعدته أصوات نساء سنة 2020 حول إدراج مقاربة النوع الاجتماعي في النصوص القانونية الصادرة بين الفترة 2019-2020, تم رصد نسب تمثيلية المرأة في الوظائف العامة العليا كالآتي :
29٪ في الهيئات العامة المستقلة
21٪ في رئاسة الجمهورية
25٪ في الحكومات
وفيما يخص الحكومة الحالية تكرر أصوات نساء التنديد بالتحوير الوزاري الذي قام به رئيس الحكومة هشام المشيشي والذي كان تحويراً ذكوريا بالأساس، مما جعل عدد الحقائب الوزارية النسائية يتقلص أكثر مما كان عليه ليصبح 4 نساء فقط.
أما على مستوى مجلس نواب الشعب تذكر أصوات نساء بأن عدد النساء خلال المدة النيابية الثانية هو 57 مقابل 85 نائبة خلال المدة النيابية الأولى، يعني أن تمثيلية النساء على مستوى السلطة التشريعية تقلصت هي الأخرى بنسبة 13% مقارنة بالمدة النيابية الأولى.
وعليه تندد أصوات نساء بهذا التراجع الملحوظ لمشاركة النساء في الحياة العامة للبلاد والذي يعود أساسا الى غياب الإرادة السياسية لرصد الاعتمادات اللازمة لتمويل مختلف الالتزامات الخارجية التي صادقت عليها تونس من خلال العديد من المعاهدات أو الالتزامات المنبعثة من التشريعات العاملة على الحد من العنف المسلط على النساء. وتذكر اصوات نساء بما للعنف من تأثير سلبي على الحياة اليومية للنساء و تداعياته على إنتاجيتهن ودورهن في الحياة العامة.
و تدعو أصوات نساء لتحقيق المساواة الفعلية بين المرأة والرجل وتكافؤ الفرص بينهما خاصة في تقلد المسؤوليات.
و أخيراً تذكر أصوات نساء بمناسبة هذا اليوم العالمي أنه و لتحقيق التقدم الفعلي للنساء التونسيات يجب أن تتواجد رغبة سياسية تتعدى المصادقة على التشريعات و المعاهدات الدولية و العمل على تكريس هذه الالتزامات على أرض الواقع من خلال ميزانيات و تغيير العقليات المهيمنة على المجتمع التي تتصدى لتقدمهن.