الجمهورية الثالثة: نموت نموت و تحيا دولة البوليس

أقل من شهر مرّ على دخول دستور الجمهورية الثالثة حيز النفاذ, أقل من شهر كان كفيلا بأن نرى أولى تمظهرات الجمهورية الجديدة على يد أعوانها, أقل من شهر كان كفيلا بأن يسقط أول ضحايا المنظومة القديمة المتجددة, و أن تعود دولة البوليس ببطشها و جبروتها. كريم السياري, يقتل داخل مركز الأمن بتينجة تحت التعذيب. مالك السليمي, يتعرض للعنف الشديد من قبل دورية أمنية مما يتسبب له في أضرار بدنية جسيمة و أخيرا محسن الزياني الذي قتل البارحة على يد أعوان الحرس الديواني أمام أعين المارة و بطريقة وحشية في مخالفة واضحة للقانون و للتدرج في استعمال القوة, و غيرهم. كلها أسماء لمواطنين تونسيين انتهكت حقوقهم و كرامتهم و حياتهم على يد أعوان السلطة التنفيذية, و ذلك بالتوازي مع التنكيل المتكرر بالصحفيين و الصحفيات و الفنانين و الفنانات و المدافعين و المدافعات عن حقوق الانسان و اخرها اقتحام منزل الصحفي غسان بن خليفة و اعتقاله بصفة تعسفية تخرق جميع الإجراءات و تحرمه من أبسط حقوقه كمواطن. تدين أصوات نساء هذه الاعتداءات الهمجية التي تعيد الى الذاكرة صورا ظن الشعب أنها خلت مع دولة الاستبداد و لكن يبدو أن دولة قيس سعيد الجديدة ستعيدها الى الحياة بل و بطريقة أشرس عبر الة القمع و الاجرام البوليسي. كما تعتبر أن مثل هذه الممارسات, التي ليست بالمعزولة و لا بالمتفرقة, و التي أصبحت السياسة الممنهجة لجمهورية قيس سعيد, من شأنها أن تمس بالسلم الاجتماعي و تدخل البلاد في منعرج خطير سيحملها الى مصير دموي مجهول. تعبر أصوات نساء عن تضامننها المطلق و اللامشروط مع جميع المواطنين و المواطنات ضحايا العصابات المارقة عن القانون و تجدد مطالبتها بمحاسبة المتورطين في هاته الجرائم و القطع مع ثقافة الإفلات من العقاب و الاستعلاء على القانون. .